الجمعة، 3 مايو 2013

التعريف بعالم الجن والشياطين





التعريف بعالم الجن والشياطين

الجن عالم مستقل :
الجن عالم غير عالم الإنسان وعالم الملائكة ، بينهم وبين الإنسان قدر مشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل والإدراك ، ومن حيث القدرة على اختيار طريق الخير والشر، ويخالفون الإنسان في أمور أهمها أن أصل الجان مخالف لأصل الإنسان .
لماذا سموا جنا :
وسمو جنا لاجتنانهم ، أي : استتارهم عن العيون ، قال ابن عقيل : " إنما سمي الجن جنا لاجتنانهم واستتارهم عن العيون ، ومنه سمي الجنين جنينا ، وسمي المجن مجنا لستره للمقاتل في الحرب " (1) .
وجاء في محكم التنزيل : ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) [ الأعراف : 27 ] .
أصلهم وخلقهم
المطلب الأول
أصلهم الذي منه خلقوا
 أخبرنا الله – جل وعلا – أن الجن قد خلقوا من النار في قوله : ( والجآن خلقناه من قبل من نار السموم ) [ الحجر : 27 ] ، وفي سورة الرحمن : ( وخلق الجان من مارج من نار ) [ الرحمن : 15 ] . وقد قال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحسن وغير واحد في قوله : ( مارج من نار ) : طرف اللهب ، وفي رواية : من خالصه وأحسنه (2) : وقال النووي في شرحه على مسلم : " المارج : اللهب المختلط بسواد النار " (3) .
وفي الحديث الذي أخرجه مسلم عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم ) (4) .
المطلب الثاني
ابتداء خلقهم
لا شك أن خلق الجن متقدم على خلق الإنسان ؛ لقوله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون – والجآن خلقناه من قبل من نار السموم ) [ الحجر : 26-27 ] ، فقد نص في الآية أن الجان مخلوق قبل الإنسان . ويرى بعض السابقين أنهم خلقوا قبل الإنسان بألفي عام ، وهذا لا دليل عليه من كتاب ولا سنة .
المطلب الثالث
صفة خلقة الجن
نحن لا نعرف من خلقتهم وصورهم وحواسهم إلا ما عرفنا الله منها ، فنعلم أن لهم قلوبا قال تعالى : ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل ) [الأعراف : 179] .
فقد صرح – تبارك وتعالى – بأن للجن قلوبا ، وأعينا وآذانا ، وللشيطان صوتا ، لقولـه تعالى : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك ) [ الإسراء : 64 ] . وثبت في الأحاديث أن للشيطان لسانا ، وأن الجان يأكلون ، ويشربون ، ويضحكون ، وغير ذلك مما تجده مبثوثا في هذا الكتاب .
المطلب الرابع
أسماء الجن في لغة العرب وأصنافهم
قال ابن عبد البر : " الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان على مراتب :
1- فإذا ذكروا الجن خالصا قالوا : جني .
2- فإذا أرادوا أنه مما يسكن مع الناس ، قالوا : عامر ، والجمع : عمار .
3- فإن كان مما يعرض للصبيان قالوا : أرواح .
4- فإن خبث وتعرض ، قالوا : شيطان .
5- فإن زاد على ذلك ، فهو مارد .
6- فإن زاد على ذلك وقوي أمره ، قالوا : عفريت ، والجمع : عفاريت " (5) .
وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن ( الجن ثلاثة أصناف : فصنف يطير في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) . رواه الطبراني ، والحاكم ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، بإسناد صحيح (6) .
--------------------------------
(1) آكام المرجان في أحكام الجان : ص7 .
(2) البداية والنهاية : 1/59 .
(3) شرح النووي على مسلم : 18/123 .
(4) صحيح مسلم : 4/2294 . ورقمه : 2996 .
(5) آكام المرجان : 8 .
(6) صحيح الجامع : 3/85

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
شقيق الروح