يقال بأن رجلا من بني تميم كانت له ابنة جميلة
وكان غيورا فابتنى لها في داره صومعة وجعلها فيها وزوجها من أكفائه من بني عمها وأن
فتى من كنانة مر بالصومعة فنظر إليها ونظرت إليه فاشتد وجد كل واحد منهما بصاحبه ولم
يمكنه الوصول إليها وأنه افتعل بيتا من الشعر ودعا غلاما من الحي فعلمه البيت وقال
له ادخل هذه الدار وانشد كأنك لاعب ولا ترفع رأسك ولا تصوبه ولا تومئ في ذلك إلى أحد
ففعل الغلام ما أمر به وكان زوج الجارية قد أزمع على سفر يوم أو يومين فأنشد الغلام
يقول:
لحى الله من يلحي على الحب أهله ... ومن
يمنع النفس اللجوج هواها
قال فسمعت الجارية ففهمت فقالت:
إلا إنما بين التفرق ليلة ... وتعطى هوس
العاشقين مناها
قال فسمعت الأم ففهمت فأنشأت تقول:
إلا إنما تعنون ناقة رحلكم ... فمن كان
ذا نوق لديه رعاها
قال فسمع الأبد فأنشأ يقول:
فأنا سنرعاها ونوثق قيدها ... ونطرد عنها
الوحش حين أتاها
فسمع الزوج ففهم فأنشأ يقول:
سمعت الذي قلتم فها أنا مطلق ... فتاتكم
مهجورة لبلاها
قال فطلقها الزوج وخطبها ذلك الفتى وأرغبهم
في المهر فتزوجها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق